في إطار تنفيذ خطة مجمع البحوث الإسلامية في توعية طلاب المادرس والمعاهد، نظمت منطقة الوعظ والإرشاد الديني بأسيوط ندوة دينية بعنوان "حرمة النفس الإنسانية" لطلاب وطالبات المدرسة الثانوية بقرية الزاوية. صرح بذلك الدكتور خلف عمار، مدير عام الوعظ. وأضاف أنه حاضر في الندوة الشيخ مصطفى ربيع، واعظ المركز وعضو لجنة الفتوى، حيث تناول تعظيم الإسلام لحرمة الإنسان المؤمن، فحرَّم أذيته وجعل لنفسه وأهله وماله الحصانة التي تمنع من التعدي عليه. وأوضح الشيخ مصطفي ربيع أن النبي صلي الله عليه وسلم حذر من إلحاق أي أذى بالمؤمن، فعنه صلوات الله وسلامه عليه قال: (من آذى مؤمنًا فقد آذاني). كما أرشد ربيع في ندوته الطلابَ بأن الإنسان خُلق ليحيى حياة كريمة؛ ولذلك وجب عليه التحلي بالرشد والمسؤولية، وأن يحافظ على حياته فلا يصيب نفسه ولا غيره بأذى ولا يعرضها للخطر، تنفيذًا لقول الحقّ تبارك وتعالى: (ولا تلقوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التهلكة وأحسنوا إنّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسنين) [البقرة:195]. وشدَّد على أن الإسلام أكد تأكيدًا خاصًّا على حرمة النفس البشرية، فحرّم القتل، كما في قوله تعالى: (ولاتقتلوا النفسَ التي حرّمَ اللهُ إلاّ بالحقّ) [الإسراء:33] فحماية الذّات البشرية من الواجبات، وهو ما ينبِّه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم: (ألا إنَّ اللهَ حرّم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا) صحيح مسلم. وفي ذلك إشارة واضحة إلى ضرورة حماية النفس والمحافظة على الحياة، بل إن الإسلام جعل المحافظة على النفس مُقَدَّمة على المحافظة على الدين وفي ذلك أكثر من معنى، واختتمت الندوة بالإجابة عن الأسئلة التي تشغل بال الطلاب والطالبات في أمور دينهم ودنياهم.